نقل الأستاذ " ماهر كوسا " نفس المعنى المشار إليه آنفاً حيث قال : ( نعم نرى الجن في حالتين – وقال : من شرب سحراً أو أكل سحراً فإنه يرى الجن على طبيعته كما خلقه الله سبحانه وتعالى ، والسبب في ذلك أن مادة السحر عبارة عن مادة مغناطيسية الماهية لها ذبذبات عالية جداً تؤثر على جسد المسحور وعلى عينيه فيرى فيها الجن على حقيقته ) ( فيض القرآن في علاج المسحور – ص 57 )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( والجن يراهم كثير من الناس ) ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح – 4 / 289 )
وقال ايضاً : ( وسلف الأمة وأئمتها وجمهور نظارها وعامتها على أن الجن يمكن رؤيته - قلت : والذي يعنيه شيخ الإسلام – رحمه الله – على أن الرؤية ممكنة في حالة تشكلهم بالإنسان والحيوان والطير ونحوه ، وقد تضافرت الأدلة النقلية الصحيحة على ذلك ، وقد تواتر النقل بذلك ايضاً وقد أجمع سلف الأمة وأئمتها وجمهور نظارها وعامتها على ذلك - 000 ) ( منهاج السنة – باختصار – 2 / 149 )
وأخلص من خلال استعراض بعض أقوال أهل العلم والمفسرين للنتائج التالية :
1)- الراجح من أقوال أهل العلم هو عدم إمكانية رؤية الجن على خلقتهم التي خلقوا عليها
2)- يمكن رؤيتهم إذا تمثلوا وتحولوا على صور شتى كالإنسان والحيوان ونحوه ، ومن قال بمثل ذلك فلا يقدح به أو بقوله ، وقد ثبت ذلك في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله
يقول الحق جل وعلا في محكم كتابه :
( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّى جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكُمْ إِنِّى أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
( سورة الأنفال – الآية 48 )
وقد بين الإمام البغوي - رحمه الله - ذلك في تفسيره بقوله : ( وكان تزيينه أن قريشا لما اجتمعت للسير ذكرت الذي بينها وبين بني بكر من الحرب ، فكاد ذلك أن يثنيهم فجاء إبليس في جند الشياطين معه رايته ، فتبدى لهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم ) ( تفسير البغوي – 3 / 366 )