مما يجب التنبيه عليه والتحذير منه أمر السحرة والكهان والمشعوذين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، فبعضهم يظهر للناس بمظهر الطبيب الذي يداوي المرض، وهو في الحقيقة مفسد للعقائد، بحيث يأمر المريض أن يذبح لغير الله، أو يكتب له الطلاسم الشركية والتعاويذ الشيطانية، والبعض الآخر منهم يظهر بمظهر المخبر عن المغيبات وأماكن الأشياء المفقودة، بحيث يأتيه الجهال يسألونه عن الأشياء الضائعة، فيخبرهم عن أماكن وجودها، أو يحضرها لهم بواسطة الشياطين، والبعض الآخر منهم يظهر بمظهر الولي الذي له خوارق وكرامات، كدخول النار، وضرب نفسه بالسلاح، ومسك الحيات.. وغير ذلك، وهو في الحقيقة دجال مشعوذ وولي للشيطان، وكل هذه الأصناف تريد الاحتيال والنصب لأكل أموال الناس وإفساد عقائدهم، فيجب على ولاة الأمور استتابة هؤلاء، فإن تابوا، وإلا قتلوا لإراحة المسلمين من شرهم وفسادهم وتنفيذاً لحكم الله فيهم، ففي صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة، قال: "كتب عمر بن الخطاب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة" وعن جندب مرفوعاً: "حد الساحر ضربه بالسيف" رواه الترمذي.