مفاسد تواكب انتشار السحر وظهور السحرة:
اعلم أخا الإسلام أن هناك أشياء تواكب انتشار السحر والسحرة ومنها:
1-انتشار الزنا وفواحش اللواط. ففي الأماكن التي يتواجد فيها السحرة تكثر فيها هذه لجرائم.
2-تفشي الجهل في المجتمع الذي يتواجد فيه السحرة فكلما كان المجتمع أجهل بدين الله كان تواجد السحرة فيه أكثر.
3-العداء والبغضاء بين الناس من المسلمين وغيرهم. فإن فتح أبواب العداء والبغضاء بين المسلم وأخيه سبب لتمكن السحرة من استخدام سحرهم لأن المتعادين كثيراً ما يلجئون إلى السحرة والمنجمين لينتقموا من بعضهم بعضاً إلا من رحم الله. انظر كيف يجمعون بين أنواع الموبقات.
4-تسلط الكفار على المسلمين، فإنه من المسلم به والمشاهد عياناً بياناً أن وجود الكفار في أوساط المسلمين مغذي لكل مفسد في الأرض، واعتبر بوجود الأعداء في قارة أفريقيا فإن السحر فيها أكثر من كثير من البلدان الإسلامية الأخرى وذلك بسبب كثرة تواجد العدو المغتصب فيها. والله المستعان.
5-انتشار أفكار الفرق الضالة والهدامة كالصوفية والرافضة ومن إليها وأخطر من ذلك الباطنية.
6-ضعف غالبية الدعاة والخطباء وأئمة المساجد في أداء رسالتهم الدينية إذ تنفق عليهم شبه كثيرة متعلقة بالسحر والسحرة خصوصاً أن أمر السحرة غامض لا يدركه إلا أفذاذ الرجال وأصحاب الإطلاع على ما كتب فيهم من أهل العلم والفقه.
ضحايا السحرة والشياطين كثير:
من هم ضحايا السحرة والشياطين؟
اعلم أيها المسلم الكريم أن الذي يسهل على السحرة أن يسحروهم وعلى الجن والشياطين أن يدخلوا فيهم هم أصناف أذكرهم بالإجمال وأذكر بعضا منهم بالتفصيل، أما ذكرهم بالإجمال فهم أربعة
1-الغافل عن ذكر الله.
2-الذين يشتد حزنهم أمر من الأمور كفقد القريب أو المال أو غير ذلك.
3-الذين يشتد خوفهم إما من جن أو إنس.
4-الذين يشتد فرحهم بأشياء تناسبهم كالولائم والأعياد والنجاح في أمر ما.
فالمطلوب من المسلم والمسلمة التوسط في حال السراء والضراء وهذا صعب جدا ولا يقدر عليه إلا من وفقه الله وثبته على الدين والفقه فيه عند المحن.
وأما التفصيل فيه فهو كالآتي:
أ-الخائف من الجن والشياطين:
كلما كان المسلم خائفا من الجن والشياطين كلما كانوا أسرع دخولا فيه ولهذا تجد هذا الصنف يحاول صرف الشياطين عنه كثيرا عن طريق السحرة والدجالين ويحاول استرضاء الشياطين بالذبح لهم أو النذر وما إلى ذلك، ويدل على هذا قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} ويشتد خوف بعض الناس من الجن إذا علم أن بيته مسكون أي فيه الجن يسكنون, وعلى المسلم أن يعلم أن من بيوت المسلمين فيها جن يسكنونها إما أنهم مؤمنون صالحون أو مسلمون ظالمون أو شياطين كافرون أو خليط فلا مبرر لهذا الخوف.
ب-الذي يلتجئ إلى السحرة ليضر بغيره كالذين يطلبون من السحرة سحرا لخصمائهم أو سحرا لحصول المحبة أو ما أشبه ذلك. بل إن من السحرة من يرسل الجني لمن جاء إليه ليمرضه فالساحر يطمع في هذا الصنف، والجني يطمع فيه أيضا لأن ذهابه إلى السحرة دليل على عظمة انحرافه وبعده من الله.
ج-الذي يخاف من السحرة خصوصا إذا شعر الساحر بذلك فإنه يحاول أن يرعبه أكثر ويتمكن من السيطرة على قلبه. ولو علم المسلم وأيقن أن الساحر لا يقدر على إصابته إلا بإذن الله لما جرى له الخوف منهم.
د-الذي يخاف كثيرا في الظلام أو في الوحدة أو عند حصول المصائب وما إلى ذلك.
ه-أصحاب المعاصي كالزنا وشرب الخمور والسرقة والكذب وفواحش اللواط والخيانة والجبن وأصحاب الأغاني والمزامير والشتم والذين في بيوتهم صور لغير ضرورة.
و-الذي يقرأ في كتب السحر والتنجيم فما أكثر من يلطمون عن طريق الجن بسبب القراءة في هذه الكتب، والكلام هنا على الذي يقرأ فيها وهو لا يريد أن يتعلم السحر أو يريد أن يتعلم السحر ولكنه ضعيف الملكة أو ليس عنده استعداد أن يكفر بالله.
ز-ضعفاء الجسم كالكبار في السن أو الذي تتعاود عليه الأمراض، فإن الشياطين لمكرهم ينظرون إلى ضعيف البدن ويحاولون أن يؤذوه لحصول الضعف فيه إلا إذا كان قوي الإيمان بالله فلا يطمعون فيه وما أكثر ما يأتي إلينا آباء كبار في السن يشتكون من مؤاذاة الجن لهم.
ح-المرأة في حال حيضها أو نفاسها لأن المرأة الحائض غالبا ما تكون في غفلة والشياطين يحبون أن يتسلطوا على المصاب بالنجاسة وكذا كثير الأوساخ. ولهذا كانت النظافة والتطيب من أسباب ابتعاد الشياطين عن العبد.
ط-النساء بشكل عام إلا من رحم الله لأن غالب النساء كثيرات الأوهام والشكوك والخوف فالنصيحة للمرأة أن تتسلح بالتوكل على الله وقوة الإيمان به.
ي-الذي لا يحافظ على الأذكار الصباحية والمسائية والنوم واليقظة والكرب وما إلى ذلك.
ك-الأطفال كثيرا ما يتسلط الشياطين عليهم بسبب عدم تحصينهم بذكر الله، وبسبب كثرة السب والشتم واللعن وما إلى ذلك.
ل-الذي ينادي الجن ويدعوهم كما هو حاصل في بعض البلدان خصوصا النساء والأطفال كقولهم: (يا جن خذوه لكم) و (لك جن طنجة) إلى آخر ما هو معروف. والداعي والمدعو عليه يصيران عرضة لتسلط الجن عليهما خصوصا المنحرف أكثر.
م-الذي يقرأ على المصابين بالمس والسحر الشيطاني وليس على قوة إيمانية ولا على استقامة دينية ولا يحافظ على الأذكار الشرعية فهم يستغلون ضعفه ليهينوه. وأيضا قد يتسلطون عليه عن طريق مساعدتهم له وهذا خطر لا يجوز لأي راق أن يقبل ذلك وقد تكلمنا عن هذه المسألة في كتابنا "الواقي في حكم الراقي والمرقي"
ن-الذي يؤذي الجن كعوامر البيوت فهم يقومون بالانتقام منهم. فالمطلوب من المسلم أن يتعامل معهم بالطريقة الشرعية كما تقدم ذلك.
أما من سلم من هذه المذكورات فقل أن يتسلط عليه الشياطين، وإن سلطوا عليه فمن باب الابتلاء. فأهل الصلاح وإن تسلط على أحدهم الجن إلا أنه لا يستطيع بإذن الله أن يفعل به ما يفعله بغيره. والله المستعان.